SocialTwist Tell-a-Friend
Dec 9 2014 12:00AM

ماذا تعرف عن " السهم اليهودي " ؟!

التاريخ : 2014/12/09

ماذا تعرف عن " السهم اليهودي " ؟!

إعداد : مركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية

 

رغم ضعف الثقة في بورصة الكويت ، إلا أن بعض الأسهم منخفضة عن قيمتها المنطقية والعادلة بشكل حاد ومستمر لفترة طويلة نسبياً ، والذي يرجع لعدة أسباب ، وربما تكون كثيرة جداً ، وسنتحدث عن سبب واحد فقط في هذه المناسبة من تلك الأسباب المتعددة .

وذلك السبب مرتبط بـ " نحّاسة " وجشع وطمع البعض ، ولنقل هكذا وبشكل مباشر وصريح ! ، فعلى سبيل المثال : عندما يعلم المسيطرون - وهم فئة " المطلعون " - على الشركة محل هذا الموضوع أن مساهم لا يعرفونه كما يُقال : " من أهل الله " لديه كمية لا بأس بها من الأسهم ، يتم الضغط على السهم لوضعه في حالة " التململ " لإجباره على بيع أسهمه بأقل مستويات سعرية ممكنة ، أي حتى يتم طرده من قائمة المساهمين ، ويفضل كلياً إن لم نقل لمعظم كميته ، ويساعد هؤلاء " المجرمون " -في تنفيذ مآربهم - الظروف الراهنة الراكدة المتسمة بضعف الثقة وعدم الإقبال على الشراء بشكل عام .

ويتلخص  تكتيك " المطلعين " بعرض كميات كبيرة نسبياً من الأسهم المعنية حتى يتم إيهام هذا المساهم الغير مرغوب به بكثرة الراغبين في البيع ، والذي قد يوحي بأن وضع الشركة سلبي ، بينما الوضع الحقيقي خلاف ذلك ، أي إيجابي ، ويتم تكرار العروض الوهمية بشكل يومي مع الحرص على عدم طلب أي كميات مرتفعة نسبياً لإحكام عملية " التطفيش " ، والتي قد تمتد لشهور ، وربما بما يفوق العام ، وليس لأيام أو أسابيع ، أي وضع هذا المساهم " المنبوذ " في فخ " الكمّاشة " ، وذلك بجعل أسهمه بين " مطرقة " ضعف الطلبات و" سندان " ارتفاع العروض ، وذلك للضغط على هذا المساهم المسكين لبيع أسهمه بأبخس الأثمان ، وحتى يتم حرمانه من البيع بأسعار أعلى وتحقيق ربح مناسب لفترة انتظاره الطويلة أو تعبه في دراسة وتحليل وضع الشركة المعنية ، والتي هي ممتازة من حيث التحليل الأساسي .

ولا شك بأن هؤلاء " المطلعين " أو " النصّابين " - في حالنا هذا - يتوفر لديهم كشف المساهمين يومياً لمتابعة رصيد أسهم الشخص أو الأشخاص غير المرغوب فيهم أو المرغوب طردهم ، وربما يعاند هؤلاء " المغضوب عليهم " ويظلون محتفظين بأسهمهم ، بل وربما اكتشفوا تعمّد الضغط والطرد ، وبالتالي ، رفعوا كمياتهم مستفيدين من جو " الضغط والتجميع " أو وضع " الكمّاشة " الذي صنعه الخصوم " المجرمون " ، وقتها ، تثور ثائرة النصّابين ، وبالتالي ، ينتقلون إلى الخطة رقم (2) ، والتي قد يكون من خطوطها العريضة تعمّد إظهار نتائج سلبية للشركة ، أو بث إشاعات سلبية عنها لترويع المساهمين من نوع : " من أهل الله " ! ، ناهيك عن حجب الأخبار والمعطيات الإيجابية عن الشركة في مقابل تضخيم لمشكلات الشركة أو حتى اختلاقها ، أو " التطبيل " لتداعياتها السلبية ، سواءً من خلال إعلانات رسمية مضللة أو " ملعوبة " يتم نشرها من خلال موقع البورصة الرسمي ، أو من خلال بعض الصحف والأقلام المأجورة ، بالإضافة إلى الاستخدام المتقن والمحترف لوسائل التواصل الاجتماعي ... إلخ .

ونادراً ما يصمد المساهمين الأبرياء في تلك الحرب الشرسة أو الشعواء المنظمة من داخل الشركات التي يساهمون بها ، وبالتالي ، فإن معظمهم يسيّل أسهمه في القاع ، أو قريباً منه ، وفي أحسن الأحوال في بداية أي ارتفاع للسهم للتخلص من هذا " الكابوس " !

وفور علم أفراد " العصابة " من خلال كشوف المساهمين بتخلص الأشخاص المغضوب عليهم أو غير المرغوب فيهم من أسهمهم أو معظمها بحيث يكون هؤلاء الأشخاص " المطلعين " أو " المجرمين " هم المشترين لمعظم الأسهم التي باعها " المساكين " بأبخس الأثمان ، وذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ، وبعدها ، يقوم هؤلاء " المطلعين " بنشر الأخبار الإيجابية والنتائج الممتازة والمعطيات الوردية فيقفز السهم فجأة وبشكل حاد ، وبالتالي ، يتم التصريف على مساكين آخرين بالأسهم المباعة بأسعار مرتفعة جداً ، أي تنفيذ عملية " التدبيس " بكل إتقان واحتراف ! ، وربما يقع نفس المساكين السابقين ، أو جزء منهم في " فخ النصّابين " مرة أخرى ! ، وهكذا دواليك ، يتم إعادة " السيناريو " من جديد لامتصاص دماء المساهمين الأبرياء ، وحتى يعود هؤلاء المجرمين للاستمتاع بالتهام السحت وابتلاع الزقوم - والعياذ بالله - على حساب الآخرين المساكين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وعادةً ما يتم إطلاق عدة مسميات وأوصاف على تلك النوعية من الأسهم ومن يقفون وراء تطفيش المساهمين المساكين خاصةً صغارهم ، ومن الأوصاف لتلك الأسهم أو لسهم معني بهذا الإجرام ، أن يتم تسمية السهم محل النصب والاحتيال أو " الكمّاشة "  بـ " السهم اليهودي " ، ناهيك عن وصف صنّاع سوقه بالأنانية والنحّاسة واللعانة والشح والبخل وغيرها من النعوت السلبية .

وختاماً ، نرى بأنه رغم وضوح ظاهرة " السهم اليهودي " وتواجدها حالياً في سوق الكويت للأوراق المالية ، إلا أنها محدودة ، وربما بما لا يزيد عن 10 أسهم من 200 سهم مدرج تقريباً ، وذلك حسب تقديراتنا الأولية ، وبالتالي ، عدم صحة ما يردده البعض -بل الكثيرون - بأن السبب الرئيسي لتراجع وتدهور البورصة الكويتية هو " الضغط والتجميع " ، أي أن تعميم ظاهرة " السهم اليهودي " هي حاله غير منطقية كونها تستند على تحليلات مرسلة أو مجرّد " كلام شعبي " ، وإن صدر ذلك من خلال تلفزيونات رسمية ووسائل نشر قد تكون مُعتبرة من جانب البعض !

 

e – mail: info@aljoman.net          .........          website: www.aljoman.net