Nov 26 2014 12:00AM
لماذا بورصة الكويت في " أسفل سافلين " ؟ ! بقلم : ناصر النفيسي
التاريخ : 2014/11/26
لماذا بورصة الكويت في " أسفل سافلين " ؟ !
بقلم : ناصر النفيسي
لا يخفى على أحد الكارثة التي حلت في بورصة الكويت منذ 2008 حتى الآن ، أي أكثر من 6 سنوات متوالية ، لكن ما هو السبب ؟ ولماذا نهضت أغلب -إن لم نقل -جميع البورصات في العالم ، ولا زالت بورصتنا العتيدة مستمرة في كبوتها ، بل من كبوة إلى كبوة أكبر وأعمق ؟!
الجواب باختصار لبورصة الكويت -وأي بورصة أخرى -أنها مرآة تعكس ما حولها ، فوضع دولة الكويت من سيء إلى أسوأ ... رغم حمدنا لله على كل حال ، وأخطر ما يواجه الكويت هو الانقسام والتشرذم ما بين مكونات المجتمع وأطيافه ، بل التنافر ضمن الطيف الواحد ، و في البيت الواحد أيضاً !
ولكل مجتمع درجات متباينة وشرائح مختلفة ، وهذا أمر طبيعي وبديهي ومستحق أيضاً حتى يتكامل المجتمع وتكون الحاجة متبادلة ما بين مكوناته ، وهذا ما كان سائداً في الكويت منذ نشأتها ، لكن التفاوت المطلوب بين شرائح أي مجتمع تحول في الكويت إلى تشرذم وتناحر على نحو خطير لا تُحمد عقباه ، والذي أدى إلى طغيان الأنانية وتفشي الحقد والحسد والسخط وانحسار الرضا والقناعة والأثرة ونبذ الذات ، حتى وصلنا إلى وضع مقلوب في التعريفات والمصطلحات وصار الأبيض أسود وتحول الباطل إلى حق والأمانة غباء والسرقة شطارة ... إلخ ، ومن أمثلة حال الاصطفاف السلبي ما بين مكونات المجتمع الكويتي ، وذلك على سبيل المثال لا الحصر :
1- ما بين صالح مُبعد وفاسد مقرّب .
2- ما بين مدافعين عن الفساد مُكرمون ومحاربين له منبوذون .
3- ما بين حضر وبدو وسنة وشيعة .
4- ما بين راتب ألف دينار وثلاثة آلاف دينار لنفس الوظيفة والكفاءة والمؤهل والواجبات ... إلخ ، لكن في جهتين حكوميتين مختلفتين .
5- ما بين موالاة ومعارضة ، وما بين صوت و أربع أصوات .
6- ما بين جاد ومنتج مُحارب وبين متقاعس مهمل مُكافئ .
7- ما بين صادق مُهان وكاذب رفيع الشان .
8- ما بين ناصح أمين ومنافق أثيم .
9- من يأكل بالحلال ومن يستمتع بالتهام الزقوم الحرام .
10- من يعمل وينتج ومن ينام ويستهلك .
11- ما بين تجّار و"صبيان" .
12- ما بين شيوخ و"فداويه" .
13- ما بين مخلص مُلاحق وأناني مكّرم .
14- ما بين باني مبدع وهادم مفسد .
15- من يدعو ويعمل للتنمية بإخلاص ومن يعمل ويدعو إليها للثراء غير المشروع .
وللأسف أن الفريق السلبي من جميع التصنيفات أعلاه بات يتفوّق في العدد والعدة من قوة ونفوذ وسلطان ... إلخ ، حتى أنه على وشك أن يسحق الفريق الإيجابي في معركة غير متكافأه ، وتحول الوضع في البلد إلى حرب ضروس ما بين الكبر والغطرسة من جهة ، والتواضع والتسامح من جهة أخرى ، والذي يمهّد إلى أن تكون كويتنا - في هذا الحال - لقمة سائغة للطامع والمتربص في الداخل أو من الخارج ، والنتيجة المحتومة لهذا الحال : أن تذهب الدولة ومواطنيها أدراج الرياح !
ونكرر ، من حق الجميع أن يقول أن التباين في المجتمع الواحد مهم وموجود في كل البلدان والمجتمعات ، لكن غلبة الخراب على البناء وكبت الفساد لصوت الإصلاح واختلال الميزان وسرعة الانهيار هو السائد والواضح والمهيمن في بلدنا للأسف الشديد .
وأخيراً ، انعكس الـ 15 بنداً أعلاه وغيرها على أداء البورصة ومؤشراتها فكانت النتيجة المنطقية والبديهية لسوق المال الكويتي كما ترون وتسمعون وتخسرون ! ، والآن ... هل عرفتم لماذا بورصتنا في " أسفل سافلين " ؟! ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .