تقرير مركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية عن سوق الكويت للأوراق المالية


التاريخ :26/09/2006


لا زالت حالة التفاؤل الحذر تسود المتداولين في سوق الكويت للأوراق المالية والذي انعكس على التحسن الطفيف للمؤشر الوزني خلال الشهر الجاري بمعدل 3% ، وكان الارتفاع مصحوبا بارتفاع معدلات التداول التي بلغت 64 مليون د.ك بالمقارنة مع 36 مليون د.ك لشهر أغسطس الماضي وذلك كمتوسط يومي ، ولم يحد من ذلك الانتعاش دخول شهر رمضان المبارك في الثالث والعشرين من الشهر الجاري والذي يتسم عادة بانخفاض معدلات التداول في أيامه الأولى بالرغم من عدم وجود علاقة ثابتة ما بين الشهر الفضيل وانخفاض معدلات التداول وذلك وفقا لإحصائيات التداول في رمضان للسنوات الخمس الماضية ومقارنتها بتداول السنة ككل .

وقد لوحظ اتجاهاً متصاعداً نحو الشركات منخفضة السعر الذي قد يعطي مؤشرا إلى تزايد جرعة المضاربة على حساب التداول الاستثماري وذلك بالرغم من تردد معلومات ولو أنها غير مؤكدة تفيد بعمليات سيطرة على شركة أو أكثر ، وقد حقق شهر سبتمبر الجاري نموا في الكميات بنسبة بلغت 83% بالمقارنة مع شهر أغسطس الماضي وذلك بما يفوق نسبة النمو في المبالغ والصفقات والتي بلغت 80 و 45% على التوالي ، والذي يؤكد الاتجاه الواضح نحو الأسهم منخفضة الأسعار والمغرية للمضاربين .


أسواق الخليج

بدأت أسواق المال الخليجية بالاستقلالية النسبية فيما بينها في التحرك صعودا وهبوطا وذلك منذ انتهاء فترة التصحيح القاسية التي شهدتها معظمها في النصف الأول من العام الجاري ، حيث كانت تتأثر ببعضها البعض بشكل واضح لأسباب منها موضوعي ومنها غير ذلك ، حيث شهدنا ما يطلق عليه بظاهرة القطيع على مستوى مجموعة أسواق وليس على مستوى السوق الواحد كما هو متعارف عليه ، وقد تراجع سوق قطر المالي وما لبثت أسواق الإمارات حتى لحقت به ، ثم اجتاحت موجة التراجع سوق الكويت وبعدها السوق السعودي ، كما تأثر سوقي البحرين ومسقط بتلك الموجة ولو بدرجة أقل .

ونعتقد أن الأداء المستقل في الوقت الراهن لأسواق الخليج ظاهرة إيجابية والتي نتمنى أن تستمر وتتجذر ، حيث لا بد للمتداولين الاهتمام بالمعطيات والمؤثرات الخاصة بالسوق الذي يتاجرون به وبشركاته المدرجة ذاتها وليس بما يجري في الأسواق المجاورة وإسقاط متغيراتها على السوق المحلي ، ولا شك بأن ذلك لا ينفي الارتفاع أوالهبوط الجماعي في ظل ظروف وأحداث معينة مثل الحرب على لبنان مؤخرا والتي عصفت بأسواق المنطقة بأسرها حتى البورصة الإسرائيلية ، ويوضح الجدول أدناه التباين في أداء أسواق الخليج منذ بداية سبتمبر الجاري .

 

مقارنة اداء مؤشرات اسوق الخليج منذ بداية سبتمبر حتى 2006/09/25
السوق التغير
الكويت 4%
الكويت ( الوزني ) 3%
السعودية 0.1%
دبي 9%-
ابوظبي 2%-
البحرين 2%
قطر 3%-
عمان 6%

الربع الثالث 2006

وبمناسبة اقتراب انتهاء الربع الثالث من العام الجاري ، فإنه ربما يكون من المفيد توقع النتائج على الإجمال وليس التفصيل ، لا شك أنه هناك متغيران أساسيان يؤثران في النتائج ، الأول الأداء التشغيلي ومستويات نموه ، والثاني أثر متغيرات سوق المال على نتائج الشركات ، أما بما يتعلق بمتغير الأداء التشغيلي فنعتقد أنه إيجابي لعدة مبررات أهمها التزام العديد من الشركات الكبرى بالعمليات التشغيلية خاصة البنوك وشريحة لا بأس بها من قطاع الخدمات والتي استفادت من تداعيات الرواج الأخير الناتج بدرجة رئيسية عن ارتفاع أسعار النفط وتحقيق فوائض في الميزانية العامة ، أما بشأن أثر أداء سوق المال على النتائج في الربع الثالث فنعتقد أنه سيكون طفيفا كون المؤشر الوزني لم يرتفع سوى 2% منذ بداية الربع الثالث حتى الآن ، الذي يعني بعبارة أخرى أن النتائج التشغيلية ستكون الفيصل في تحديد رقم نتائج الربع الثالث .

وقد بلغت نتائج الربع الثالث 2005 نحو 908 مليون د.ك ، ونظرا لارتفاع مؤشر السوق بمعدل 13% خلال تلك الفترة فقد تأثرت تلك النتائج إيجابا تبعا لذلك بمعدل 28% بما يعادل 253 مليون د.ك من النتائج المعلنة ، وعليه فإنه من غير المستبعد أن تنخفض نتائج الربع الثالث 2006 نظرا لتحييد أثر البورصة عليها تقريبا والتي نتوقع أن تكون عند مستوى 800 مليون د.ك بانخفاض معدله 11% ، ورغم ذلك الانخفاض الكمي المتوقع إلا أننا نكاد نجزم بوجود ارتفاع نوعي في النتائج الذي يعتبر مؤشرا إيجابيا يفوق المؤشر السلبي الذي قد يبدو للبعض والمتعلق بالانخفاض الكمي للنتائج ، وفي حال تحقق توقعاتنا للربع الثالث 2006 فإن إجمالي نتائج ثلاثة أرباع العام ستبلغ نحو 2.1 مليار د.ك بانخفاض قدره 12% عن نتائج ذات الفترة من العام 2005 والتي بلغت 2.4 مليار د.ك ، والتي تشمل أرباح غير محققة بمبلغ 587 مليون د.ك بنسبة 25% من النتائج المعلنة ، ويظهر الجدول والرسم البياني أدناه انعكاس التغير في المؤشر الوزني على النتائج المعلنة من حيث الأرباح أوالخسائر غير المحققة الذي يوضح التلازم الوثيق ما بين حركة المؤشر والنتائج المعلنة ، وأيضا الحساسية البالغة لتلك العلاقة خاصة في حال تراجع المؤشر حيث أنه عندما انخفض بمعدل 10% كان التأثير سلبيا على النتائج بشكل مضاعف أي بمعدل 43% .

وبهذة المناسبة نود أن نوضح مفهوم النتائج غير التشغيلية بشكل دقيق ومختصر ، حيث أنها غير المرتبطة بنشاط الشركة الرئيسي سواء كانت محققة أو غير محققة ، وبالمقابل فإن النتائج غير المحققة تعتبر تشغيلية لشريحة من الشركات الاستثمارية حيث أنه من صلب نشاطها المتاجرة في الأوراق المالية التي ينجم عنها أرباح محققة وغير محققة .

 

مقارنة مدى انعكاس التغير في المؤشر الوزني على النتائج المعلنة المتأثرة بالارباح والخسائر غير المحققة منذ الربع الاول 2005 حتى الربع الثاني 2006
الربع

التغير في المؤشر
( الوزني )

الاثر على الارباح المع
الاول 2005 22% 16%
الثاني 2005 11% 31%
الثالث 2005 13% 28%
الرابع 2005 10% 24%
الاول 2006 10%- 43%-
الثاني 2006 0.7% 8%

 

 

website : www.aljoman.net e-mail : info@aljoman.net